إحنا بتوع فورد


دخلت مبنى دار الكتب و الوثائق القومي متلعثما كأي تلميذ في يومه الأول بالمدسة ، عند المدخل استوقفني السيكيوريتي ، فأخذت أحاول أن أشرح لهم أن الإيميل قد وصلني و أني هنا بخصوص مدرسة دار الكتب للبحث في مصادر المعرفة .. إلخ ، كل هذا وهم ينظرون إلي باستغراب و عدم فهم إلى أن استوعب أحدهم أخيراً فقال موضحاً لزملائه "دول الجماعة بتوع فورد" .. و من ساعتها أصبحت هذه الكلمة هي علامتنا المميزة كلما سألنا أحد في الدار عن هويتنا ..
و الذي عرفناه بعد ذلك أن مشروع المدرسة هو مشرع مشترك بين دار الكتب و مؤسسة فورد الأمريكية ..
و الحقيقة أننا مصابون بنوع متقدم من الأرتكاريا لكل ما يتعلق بأمريكا خاصة أننا لا نعرف شيئاً عن الخواجة فورد هذا ، فدخلت إلى المدرسة و أنا أتوقع في كل لحظة أن يتم تجنيدي بواسطة أحد عملاء ال CIA - طبعاً مع خلفية موسيقية من تترات رأفت الهجان و جمعة الشوان - و الشهادة لله أننا لم نلتق بالدكتورة دينا الخواجة ممثلة مؤسسة فورد إلا لمدة 5 دقائق في بداية المدرسة لترحب بنا ، تماماً كما رحب بنا الدكتور صابر عرب رئيس مجلس إدارة دار الكتب الوثائق القومية ، و لم نسمع عن أي شئ بخصوص الأخ فورد طوال مدة المدرسة إلى أن التقت بنا الدكتورة دينا مرة أخرى في ختام المدرسة لعشر دقائق أخرى لكي تعرف انطباعاتنا و آرائنا عن المدرسة و عن المحاضرين ، كل هذا دون أن أصادف عميلاً واحداً يوحد ربنا من وكالة الاستخبارات الأمريكية كما كنت أتوقع ، و لا عزاء للبارانويا أو لنظرية المؤامرة !

0 التعليقات:

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية