كان يا ما كان ..




كنت أتصفح الأهرام – بحكم العادة لا أكثر – كما أفعل يومياً عندما تخف حركة البيع في الصيدلية التي أعمل بها قرب منتصف الليل ، و كان السيناريو الطبيعي هو أمّل سريعاً من قراءته فألقي به إلى كرتونة قريبة لتستخدم أوراقه في لف أكياس الفوط الصحية كالمعتاد في المناطق الريفية ، و هو الهدف الرئيسي لشراء الجرائد في الصيدليات بالمناسبة ..
أما ما لفت انتباهي في الأهرام لأول مرّة منذ فترة طويلة فهو إعلان في الصفحة الأخيرة على مساحة معقولة عن بدء التسجيل في مدرسة دار الكتب و الوثائق القومية لتنمية مهارات البحث في مصادر المعرفة ، و أن كل ما على الراغبين في الاشتراك فعله هو إرسال السيرة الذاتية عن طريق الإيميل ..
و الحقيقة أن ما شد انتباهي لم يكن الإعلان في حد ذاته و لكن ما أثارني هو أن الإعلان لم يشترط أن يكون المتقدم متخصصاً في التاريخ أو العلوم الإنسانية مثلاً ، و هو ما قد يعطي الفرصة لصيدلي هاو للتاريخ مثلي ، و لهذا فقد قصصت الإعلان بعناية قبل أن ألقي بالأهرام إلى مكانه المعهود ..
و بعد أن أرسلت سيرتي الذاتية ، أخذت أفتح بريدي الإلكتروني عدّة مرّات يومياً في انتظار الرد ، و عندما مرّ أسبوع كامل دون حس أو خبر ، اعتبرت أن ذلك نهاية الموضوع ، باعتبار أننا في النهاية في "بلد بتاعت شهادات صحيح" ..
و لكن الغريب أنه لم يمض يومان آخران حتى فوجئت بإيميل من إدارة المدرسة يحدد موعداً لإنترفيو بدار الكتب ، و بعده كان على انتظار 9 أيام كاملة قبل أن يصل الإيميل الذي انتظرته طويلاً ..
نود إخطاركم أنه قد تقرر الموافقة على طلبات التحاقكم بـالدورة التدريبية
الثانية لـ"مدرسة دار الكتب والوثائق القومية، لتنمية مهارات البحث فى مصادر
التاريخ".
لذا، يُرجى التواجد بمبنى دار الوثائق القومية ( كورنيش النيل، بجوار فندق
الكونراد)، فى تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد الموافق 18/5/2008.
أسرة المدرسة ..

و هكذا رجعت لأيام التلمذة من جديد !

1 التعليقات:

فرة جيدة ان تكون هناك مدونة تهتم بالشان التاريخي ومزج ذلك بالحاضر و خاصة ان القائمين عليها شباب وهو مجهود منهم يستحقوا عليه الاحتفاء تحياتي ومزيد من النجاح

29 يوليو 2008 في 3:23 ص  

رسالة أحدث الصفحة الرئيسية