غريب إننا نعرف إن الخط الوحش ده بتاع رفاعة الطهطاوي شخصياً .. و هي عبارة عن اتفاق رسمي بينه و بين مراته إنه :
للي مش عارف يقرا الخط ، الكلام بيقول :
(التزم كاتب الأحرف رفاعة بدوي رافع لبنت خاله المصونة الحاجة كريمة بنت العلامة الشيخ محمد الفرغلي الأنصاري انه يبقى معها وحدها على الزوجية دون غيرها من زوجة أخرى أو جارية أياً ماكانت ، و علقت عصمتها على أخذ غيرها من نسا أو تمتع بجارية أخرى ، فإذا تزوج بزوجة أيا ما كانت ، كانت بنت خاله بمجرد العقد عليها خالصة بالثلاثة ، كذلك إذا تمتع بجارية ملك يمين ، و لكن وعدها وعدا صحيحاً لا ينتقض و لا ينحل انها ما دامت معه على المحبة المعهودة مقيمة على الأمانة و الحفظ لبيتها و لأولادها و لخدمها و جواريها ، ساكنة معه في محل سكناه ، لا يتزوج بغيرها أصلاً و لا يتمتع بجوار أصلاً ، و لا يخرجها من عصمته حتى يقضي الله لأحدهما بقضاء ، هذا ما انجعلت عليه العهود و شهد الله يبحانه و تعالى بذلك و ملايكته و رسله ، و إن فعل المذكور خلافه ، كان الله تعالى هو الوكيل العادل للزوجة المذكور يقتص لها منه في الدنيا و الآخرة ، هذا ما انجعل عليه الاتفاق ،و كذلك إن تعبته فهي الجانية على نفسها) !!
القصيدة ده عثر عليها رزق في دار الكتب ، و اللي كتبها واحد من قرّاء الأهرام اسمه محمد محمود زيتون ، القصيدة اتنشرت في عدد 10 يناير سنة 1942 م ، و اللي اكتشفناه إن كان فيه أزمة خبز طاحنة في الفترة ده .. تمام زي اللي بنمر بيها حالياً ..
يا رغيفي ماذا جرى يا رغيفي
فتوليت جزعاً كالخريف
**
هل توالت حتى عليك العوادي
و أصابتك قاسيات الظروف
**
كنت صرفاً فانتابك الخلط حتى
لحت فينا بقرصك المخطوف
**
غبت عني ثلاثة و ثلاثا
رائدي الجوع و السهاد حليفي
**
بدمي أفتديك يا ابن الريف
ليتهم يعرفون فضل الريف
**
فك ألقي بكل ما في جيوبي
و أضحي بتالدي و طريفي
**
ويك يا من حبست عني رغيفي
عض قلبي و لا تعض رغيفي !
د . عماد أبو غازي الذي حاز بيننا عن جدارة بلقب برنس "المدرسة" و هو يفك لنا طلاسم و ثيقة نادرة عبارة عن خطاب سياسي عمره 500 سنة أرسله السلطان المملوكي قنصوة الغوري إلى ملك راكوزة التي تقع الآن في كرواتيا !!
البانوراما ده بيقدمهالنا زميلنا أحمد .. و زي مهتاخدوا بالكم هو بيتكلم بالنحوي حبتين .. كل واحد و علامه بقى !
و الذي عرفناه بعد ذلك أن مشروع المدرسة هو مشرع مشترك بين دار الكتب و مؤسسة فورد الأمريكية ..
و الحقيقة أننا مصابون بنوع متقدم من الأرتكاريا لكل ما يتعلق بأمريكا خاصة أننا لا نعرف شيئاً عن الخواجة فورد هذا ، فدخلت إلى المدرسة و أنا أتوقع في كل لحظة أن يتم تجنيدي بواسطة أحد عملاء ال CIA - طبعاً مع خلفية موسيقية من تترات رأفت الهجان و جمعة الشوان - و الشهادة لله أننا لم نلتق بالدكتورة دينا الخواجة ممثلة مؤسسة فورد إلا لمدة 5 دقائق في بداية المدرسة لترحب بنا ، تماماً كما رحب بنا الدكتور صابر عرب رئيس مجلس إدارة دار الكتب الوثائق القومية ، و لم نسمع عن أي شئ بخصوص الأخ فورد طوال مدة المدرسة إلى أن التقت بنا الدكتورة دينا مرة أخرى في ختام المدرسة لعشر دقائق أخرى لكي تعرف انطباعاتنا و آرائنا عن المدرسة و عن المحاضرين ، كل هذا دون أن أصادف عميلاً واحداً يوحد ربنا من وكالة الاستخبارات الأمريكية كما كنت أتوقع ، و لا عزاء للبارانويا أو لنظرية المؤامرة !
كنت أتصفح الأهرام – بحكم العادة لا أكثر – كما أفعل يومياً عندما تخف حركة البيع في الصيدلية التي أعمل بها قرب منتصف الليل ، و كان السيناريو الطبيعي هو أمّل سريعاً من قراءته فألقي به إلى كرتونة قريبة لتستخدم أوراقه في لف أكياس الفوط الصحية كالمعتاد في المناطق الريفية ، و هو الهدف الرئيسي لشراء الجرائد في الصيدليات بالمناسبة ..
أما ما لفت انتباهي في الأهرام لأول مرّة منذ فترة طويلة فهو إعلان في الصفحة الأخيرة على مساحة معقولة عن بدء التسجيل في مدرسة دار الكتب و الوثائق القومية لتنمية مهارات البحث في مصادر المعرفة ، و أن كل ما على الراغبين في الاشتراك فعله هو إرسال السيرة الذاتية عن طريق الإيميل ..
و الحقيقة أن ما شد انتباهي لم يكن الإعلان في حد ذاته و لكن ما أثارني هو أن الإعلان لم يشترط أن يكون المتقدم متخصصاً في التاريخ أو العلوم الإنسانية مثلاً ، و هو ما قد يعطي الفرصة لصيدلي هاو للتاريخ مثلي ، و لهذا فقد قصصت الإعلان بعناية قبل أن ألقي بالأهرام إلى مكانه المعهود ..
و بعد أن أرسلت سيرتي الذاتية ، أخذت أفتح بريدي الإلكتروني عدّة مرّات يومياً في انتظار الرد ، و عندما مرّ أسبوع كامل دون حس أو خبر ، اعتبرت أن ذلك نهاية الموضوع ، باعتبار أننا في النهاية في "بلد بتاعت شهادات صحيح" ..
و لكن الغريب أنه لم يمض يومان آخران حتى فوجئت بإيميل من إدارة المدرسة يحدد موعداً لإنترفيو بدار الكتب ، و بعده كان على انتظار 9 أيام كاملة قبل أن يصل الإيميل الذي انتظرته طويلاً ..
نود إخطاركم أنه قد تقرر الموافقة على طلبات التحاقكم بـالدورة التدريبية
الثانية لـ"مدرسة دار الكتب والوثائق القومية، لتنمية مهارات البحث فى مصادر
التاريخ".
لذا، يُرجى التواجد بمبنى دار الوثائق القومية ( كورنيش النيل، بجوار فندق
الكونراد)، فى تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد الموافق 18/5/2008.
أسرة المدرسة ..
و هكذا رجعت لأيام التلمذة من جديد !